تطلق حزمة من الإجراءات لتحفيز المدخنين على التحول
في تحرك فريد من نوعه، أطلقت الحكومة البريطانية، حزمة من الإجراءات الجديدة ذات التأثير المباشر على سلوكيات المدخنين، تستهدف من خلالها دفعهم إلى التحول نحو المنتجات البديلة، وترك السجائر التقليدية، من أجل التوقف والإقلاع النهائي خلال العامين القادمين لتخفيف العبء الذي تتحمله هيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية NHS لاستيعاب التحديات المرتبطة بالتدخين التقليدي.
هذه المبادرة – والتي تعد الأولى من نوعها على مستوى العالم-، تأتي بعد النجاحات الكبيرة التي حققتها الحكومة البريطانية خلال العقد الماضي، في تطبيق سياسات الحد من مخاطر التبغ، والتي أسفرت عن خفض أعداد المدخنين بنسبة كبيرة، ذلك في التوقيت الذي لا تزال فيه العديد من دول العالم تعاني من تعثرات كبيرة في تعزيز رغبة المدخنين في التوقف عن التدخين بالأساليب التقليدية.
وتستهدف المبادرة تخفيض مخاطر تدخين السجائر التقليدية عبر تزويد مليون مدخن للسجائر التقليدية في إنجلترا بمجموعة من أدوات التدخين الإلكتروني، بواقع 1 من كل 5 مدخنين سيحصلون على هذه المجموعة، مع عزم على توسيع نطاق تطبيق المبادرة خلال العامين القادمين.
من جانبه علق وزير الصحة البريطاني نيل أوبراين، على المبادرة قائلا: هذا المخطط سيتم تنفيذه ومراقبة سيره تحت إشراف الحكومة، وفي نفس الوقت ستنفذ الحكومة حملة لمنع البيع غير القانوني للمنتجات البديلة العاملة بتقنية التبخير “Vape” لمن هم دون سن الثامنة عشرة.
وأضاف: “السجائر التقليدية هي المنتج الوحيد المعروض للبيع الذي يقتل مستهلكه. سنقدم عبر مبادرتنا لمليون مدخن وسائل مساعدة جديدة للإقلاع عن التدخين والحفاظ على صحتهم. وفي هذا السياق، سنمول تنفيذ حملة وطنية هي الأولى من نوعها تحت شعار “التحول من أجل التوقف والإقلاع النهائي”، وذلك بالتعاون مع مجالس الصحة والجهات المعنية لتوفير المنتجات البديلة وأدوات التدخين الإلكتروني المجانية لمليون مدخن بالغ عبر أنحاء إنجلترا.”
وبحسب وزارة الصحة والرعاية الاجتماعية في المملكة المتحدة، تشير التوقعات إلى انخفاض معدلات الإصابة بالأمراض المرتبطة بالتدخين مثل الذبحة الصدرية، والنوبات القلبية، إلى النصف جراء تطبيق هذه المبادرة، لدى مستخدمي أدوات التدخين الإلكتروني، وذلك إثر عام واحد من التحول لهذه المنتجات.
وتعبر الحكومة البريطانية ووزارة الصحة لديها عبر هذه المبادرة عن التزامهما الشديد بالوصول لبلد خالٍ من التدخين بحلول عام 2030؛ حيث تتوافق أهداف هذه المبادرة مع أهداف حملات هيئة الصحة العامة ومنظمة ASH المناهضة للتدخين، والرامية إلي تقليل نسبة المدخنين إلى 5% أو أقل من السكان عن النسبة الحالية البالغة 13%، والتي تعد الأدنى على الإطلاق عما هي عليه في أنحاء العالم، مع تقديم حوافز مالية للنساء الحوامل المقلعات عن التدخين بقيمة تبلغ 400 جنيه إسترليني، فضلاً عن تقديم الدعم السلوكي للمساعدة على الإقلاع عن التدخين لدى الفئات المستهدفة ضمن المبادرة، والتي سيكون للحكومات المحلية الحرية في تحديدها.
اللافت أن هذه المبادرة المفاجأة تأتي في الوقت الذي يحاول فيه مليون بريطاني الإقلاع عن تدخين السجائر التقليدية في 2023، وذلك وفقاً لما صدر عن مركز الاقتصاد وأبحاث الأعمال (Cebr) في تقريره حول “تقييم الأثر الاقتصادي لصناعة السجائر الإلكترونية”، كما أنها تأتي لتعزيز فكرة التحول نحو المنتجات البديلة بما فيها السجائر الإلكترونية ومنتجات التبغ المسخن، والتي تعد الأكثر فعالية في مساعدة المدخنين البالغين على الإقلاع عن السجائر التقليدية، بما يتجاوز أثر منتجات النيكوتين كاللاصقات والعلكة، وذلك حسب مراجعة أجرتها شركةCochrane التي تعتبر شبكة عالمية مستقلة ومؤلفة من نخبة من الباحثين والمهنيين ومقدمي الرعاية والأشخاص المهتمين بالصحة، خاصة بعد أن أثبتت الدلائل العلمية، أن السجائر التقليدية هي السبب الرئيس للأمراض والوفيات المرتبطة بالتدخين، والتي يمكن الحد أو الوقاية منها؛ ذلك أن ما يصل إلى 2 من كل 3 مدخنين يموتون بسبب التدخين التقليدي على المدى البعيد.