يحتفل العالم في 31 مايو من كل عام، باليوم العالمي للامتناع عن التدخين، وذلك بهدف رفع الوعي حول المخاطر الصحية المرتبطة بالتدخين، والمطالبة بضرورة فرض سياسات فعالة للحد من استهلاك التبغ على مستوى العالم.
ويتفق الأطباء حول العالم أن الإقلاع عن التدخين هو الخيار الأفضل دائما، بينما يرى فريقا منهم أن استخدام منتجات التبغ البديلة مثل “السجائر الإلكترونية ومنتجات التبغ المسخن وغيرها”، قد تساعد على الإقلاع التام عن التدخين، معتبرين هذه المنتجات -الأقل خطورة وفقا للعديد من الدراسات العلمية-، تمثل خطوة هامة في سبيل الإقلاع، وتخفيض الضرر الناتج عن السجائر التقليدية، خاصة مع غير الراغبين في الإقلاع، وبعد ثبوت أن دخان السجائر الناتج عن حرق التبغ، هو السبب الرئيسي للأضرار الناتجة عن التدخين.
من جانبه اعتبر الدكتور، ألكسندر روزانوف، المتخصص في أمراض القلب، ومدير جمعية الخبراء الطبيين لتعديل المخاطر، ان منتجات التبغ البديلة فرصة جيدة لغير الراغبين في الإقلاع، مشيرا إلى أنه من المستحيل أن يُقلع جميع المدخنين دفعة واحدة، وبالتالي فلابد من إتاحة الفرصة للتحول لمنتجات أقل خطورة مثل التبغ المسخن والسجائر الإلكترونية كخطوة مؤقتة، لافتا إلى أن هذه المنتجات تساعد على الإقلاع التام عن التدخين.
وفي ذات السياق، قال الدكتور ماثيو كاربنتر، أستاذ بجامعة كارولينا الجنوبية الطبية في الولايات المتحدة: “ قطعا لا يجب أن تصل السجائر الإلكترونية إلى أيدي الأطفال، وعلينا فعل كل ما هو ممكن لضمان عدم حدوث ذلك. ولكن بعض البالغين الذين يرغبون في الإقلاع عن التدخين يحتاجون لمساعدة هذه المنتجات البديلة، ولا يجب حرمانهم من هذا الخيار، وعلى الحكومات أن تدعم ذلك.”
ويبدوا أن هذه الأراء التي تدعم استخدام منتجات التبغ البديلة لمواجهة خطر التدخين التقليدي ومخاطره الصحية، قد أتت ثمارها في بعض دول العالم ومنها السويد واليابان والمملكة المتحدة وغيرهم. ففي السويد أسفرت استراتيجية “الحد من المخاطر” باستخدام منتجات التبغ البديلة، عن تراجع أعداد الوفيات المرتبطة بمخاطر التبغ بنسبة 44٪، مقارنة بباقي دول الاتحاد الأوربي، كما انخفض معدل الإصابة بسرطان الرئة بنسبة 41٪، وكذلك تراجعت أعداد الوفيات المنسوبة لأنواع السرطان المختلفة بنسبة 38٪.
وأعلنت الحكومة السويدية نجاحها في تحقيق نتائج إيجابية في مواجهة ظاهرة التدخين وأنها باتت على أعتاب الإعلان الرسمي كدولة خالية من الدخان، وذلك بفضل اعتمادها على هذا النهج، الذي استندت فيه على توفير منتجات التدخين البديلة بأنواعها المختلفة، والتي تساعد على الإقلاع، بجانب كونها أقل خطورة، وفقا للعديد من الدراسات العلمية.
ومن جانبه أكد الدكتور ديلون هيومان، مؤسس مبادرة “السويد خالية من الدخان”، والمستشار الطبي السابق لثلاثة من مديري منظمة الصحة العالمية، أن منتجات التبغ البديلة تمثل نهجا علميا للحد من مخاطر التدخين التقليدي، كما تدفع المدخنين نحو الإقلاع التام”.
وشدد الدكتور ديلون هيومان، في تصريحات صحفية سابقة على ضرورة توفير المعلومات الصحيحة والعلمية حول منتجات التبغ البديلة، والسماح بتداولها بأسعار مقبولة، لمنح المدخنين فرصة حقيقة للاختيار، وحمايتهم من خطر السجائر التقليدية”.
وأردف هيومان قائلا: “السماح بتوفير بدائل أكثر أمانًا للتبغ في السويد، مثل المضغات، وأكياس النيكوتين الحديثة، والسجائر الإلكترونية، ومنتجات التبغ المسخن، وبأسعار مقبولة، كان له أثر كبير في تحسين مستوى الصحة العامة وتحقيق نتائج إيجابية وسريعة. حيث عزز من قدرات الحكومة السويدية للقضاء التام على التدخين، والاقتراب من إعلانها دولة خالية من الدخان”، مطالبا بضرورة تعميم هذا النهج في كافة دول العالم.